Friday 28 July 2023

كيف وصل محمد علي إلى حكم مصر؟ (2)

 

عندما وصلت القوات العثمانية البرية الى القاهرة في يوليو ١٨٠١ م بقيادة يوسف باشا الصدر الاعظم وبصحبته ابراهيم بك ورجاله من المماليك الذين كانوا قد هربوا ناحية الشام بعد هزيمتهم امام الفرنسيين منذ ثلاث سنوات. . كانت السفن التي تقل الانجليز والقوات البحرية للعثمانيين قد رست على ساحل بولاق . لم يدخل يوسف بك مباشرة الى القاهرة بل توافد عليه كبار رجالات الدولة والازهر للترحيب به في وطاقه او معسكره الذي نصبه قرب ضفة النيل. ثم دخل المماليك الى القاهرة وشرعوا في اعمار دورهم التي تهدمت او يحدوهم الامل في العودة الى سايق عهدهم من التحكم والتملك للبلد ثم تبعهم جنود العثمانيين مختلفوا الاجناس والالوان ويحكي الجبرتي عن ذلك اليوم واصفا عسكر العثمانيين وتصرفاتهم الخشنة مع سكان القاهرة . فمن ذلك انهم اتجهوا الى اسواق البلد ويضع كل واحد منهم رنكه او شارته على باب احد المحال، متخيرا محلا يمارس نفس عمله او حرفته في بلده الاصلي، فالجزار يذهب الى محل جزارة و كذلك القهوجي والنجار الخ ومتى وضع رنكه على المكان اصبح شريكا لصاحبه يقاسمه الريع. . ثم دخل بعض جنود الانجليز الى القاهرة ومعهم جتود من فلول الفرنسيس يعرفونهم المدينة واسواقها ومعالمها. وهكذا تتشكل القوى السياسية في قاهرة ما بعد الفرنسيس. المماليك يطالعون الموقف ويستعدون لاستلام الحكم كسابق العهد وفي مقدمتهم ابراهيم بك ومحمد بك الالفي الذي خلف مراد بك استاذه في القيادة. وكذلك كان هناك قادة الفرق العثمانية ( ومنهم محمد علي) الذين ذهبت ثروات مصر بعقولهم. ثم يوسف باشا والذي كان عليه ان يحدد الوالي الجديد لمصر واخيرا الانجليز الذين دخلوا مصر للمرة الأولى والتي لن تكون الاخيرة.

 

No comments:

Post a Comment