Thursday 20 July 2023

خواطر حول الحياة والإيمان (1)

عليك أن تعلم جيداً أن الأسئلة في تلك الحياة أكثر من الأجوبة. ربما يُلهمك بعض السلوى أن تعلم أن لك رباً خلقك وأرسل رُسلاً كثيرين ليخبروك عنه سبحانه وتعالي.  لا يمكن لأحدٍ أن يُقيم حجة أمام العقل على أن ما بين يديه كتاب من عند الله، إلا المُسلمين. نعم هذه  هي الحقيقة، يفرض عليك العقل أن تؤمن بتسلسل القرأن من فم الرسول محمد عليه الصلاة والسلام حتى دفتي المصحف الذي بين يديك، وهي حقيقة لا يرفضها حتى الكثير من معارضي القُرآن. ثم سيفرض عليك عقلك أيضاً أن تؤمن أنه لا يتأتى لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم تأليف مثل هذا الكتاب لأسباب كثيرة وعديدة لا مجال لذكرها. كما أن ما قاله من حديث صلى الله عليه وسلم، نراه يخضع لقوانين وآليات تحاول أن تضمن صدق روايته عنه صلى الله عليه وسلم، وهو منهاج لم يتبعه احد من أصحاب أي دين أو إيمانٍ أو مِلة آُخرى. إن مُجرد وجود تلك الآليات التي حفظت هذا القُرأن وتلك السُنة لهو حُجة أمام كل عقلٍ سليم  لو أمعن النظر والتبصر. ولمن سيرى أنني أقول هذا لأني مُسلم، فقد تقلبت في الأفكار الكثيرة المُختلفة منذ صِغري وأستطيع أن أزعم أن ما أقوله لا ينبع من كوني مُسلماً ولكنه ما اعتقد أنه الطريق السليم للتفكير.

لكن الله الذي خلقنا يعلم جيداً كم نحن مُختلفون، وهكذا فعلينا ألا نفقد الأمل في رحمته حتى وإن لم نتبع الصراط المستقيم والمنهج الذي جاء به رُسله وأنبياءه. ليس علينا بأس أن نبحث ونتسآل ونفكر، فعقولنا ليست متشابهة والشئ الذي يُرضى عقلاً ما قد لا يُرضي غيره ولكن علينا في كل هذا ألا نفقد حبل اتصالنا بالخالق، فكل ما في روحك وعقلك يُناديك نحوه ويخبرك عنه. وعلينا أن نعلم جيداً أنه قد بعث لنا كتاباً محفوظاً بحق، وهكذا فكل ما جاء به حق. حتى إن رأيت شيئاً تراه مُشتبهاً في آياته، فالدليل الأصلي على اتصاله بقائله وعلى عجز قائله عن الإتيان بمثله يعني أن الشُبهة ستزول بالتمحيص أو سُيزيلها الزمن.

ومع معرفتك بهذا وإيمانك به، فقد خلق الله قوانيناً للحياة. إن سريان تلك القوانين صارم بشكل لا يُصدق. حتى أننا نُقاسيها جميعاً، وكما أوضحنا فمنا من يتناولها بصبرٍ وآناة ، وقد تكون هذه نعمة من الله سبحانه وتعالى، ومنا من يُعاني في جنباتها، فعقولنا اشد اختلافاً من الواننا ومن لغاتنا ومن كل شئ.

 

 

 

No comments:

Post a Comment